يسوق بنا الحديث حول معول هدم سطا على بعض البيوت وأعطبها بعد أن أصابها في مقتل وأودى بها في هاوية القرار الجائر ، ألا وهو الطلاق والانفصال بين الزوجين تحت حكم الظنون الخاطئة والقرارات المتسرعة والتصرفات المتهورة . هذا المعول هو اقتحام الخصوصية بين الزوجين عن طريق التجسس والتصنت وهتك الأسرار الخاصة والاطلاع على ما لا يحق له أو لها الاطلاع عليه . ظناً منه أو منها أن هذا هو التصرف السليم والعمل الصحيح في التأكد من صفاء ونقاء العلاقة الزوجية بينهما . وهذا التصرف ،خاطئ وغير سليم ويعدّ من الممارسات السلوكية الخادشة للثقة والاحترام ، ويفتح أبواباً من الخلافات الزوجية . وتصيب الزوجان بنوبات من القلق والتوتر ويرفع بينهما مؤشرات الظنون السيئة والخلافات المستمرة . فالسطو على الأسرار في وسائل التواصل الاجتماعي والتدقيق المجهري في رسائل الجوال والمكالمات وتفتيشها تندرج تحت بند الانتهاكات السرية والاعتداء على الحريات الشخصية . وينتج عنها العديد من المنغصات والمشكلات الأسرية أهمها : – أولاً : نـزع الثقة والاحترام المتبادل بين الزوجين واضطراب الحياة المعيشية بينهما . ثانياً : الانفصام في العلاقة الزوجية والتوسع في دائرة الجفاء والجفاف العاطفي . ثالثاً : إصابة الارتباط الزوجي بالشك والريبة والتشتت الذهني . رابعاً : زعزعة الاطمئنان النفسي بين الزوجين وفقدان المصداقية بينهما . خامساً : ضعف الاستقرار والانسجام العائلي وفتح منافذ الفرقة والتفكك . سادساً : التفكير في الانتقام والتجرد من إحسان الظن ، وإصابة الأسرة والأبناء بالتشتت والضياع . سابعاً : ضعف الاهتمام بأولويات الحياة الزوجية والبحث عمّا يصيبها في مقتل عناداً أو انتقاماً . وفي النهاية يصلا إلى أصعب قرار وأخطر إجراء وأوجع تصرف . ألا وهو الطلاق والانفصال أو الخلع والفراق . نتيجة التسرع وافتقاد الحكمة والخبرة والمعرفة أو التأثر بمن لا يحسن النصح والمشورة . والابتعاد عمن يملك الخبرة في هذا المجال ، والتمكن والقدرة والمقدرة في مثل هذه القضايا . فلا تجعل أخي الزوج وأختي الزوجة الطلاق أسهل لغة للتفاهم بينكما . ولا يكون الأبناء ضحية لاستعجالكما وتهوركما .. فاللهم ارزقنا جميعاً الحياة السعيدة والعشرة الآمنة والعيشة المطمئنة . والله ولي التوفيق ..