(المال والبنون زينة الحياة الدنيا )هذا ما أخبر به الله تعالى في محكم تنزيله , فالأبناء وجدوا في هذه الحياة كي نسعد بهم ونأنس بقربهم ويكونوا لنا عونا بعد الله في النوائب . وكي نكسب أبناءنا وبناتنا ـ خاصة في فترة المراهقة ـ يلزمنا أن نتعلم الكثير نحن معاشر الآباء والأمهات عن خصائص هذه الفترة تحديدا,فالتربية في ظل معطيات الحضارة المعاصرة أصبحت أكثر تعقيدا من ذي قبل , فلم تعد الخبرات البسيطة والتجارب السطحية مجدية لاحتواء وكسب المراهقين . وفي هذا الموضوع سأضع بعض النقاط السريعة والخاطفة في كيفية التعامل مع المراهقين وكسبهم لعلها تسهم في علاج بعض حالات التمرد لدى المراهقين و أأكد على أنها نقاط سريعة, أو مفاتيح ويبقى على أولياء الأمور الدور الأكبر في البحث والاطلاع على المواد المقروءة والمسموعة في هذا الشأن. ينبغي أن نـحب ابننا المراهق لذاته,أي لأنه ابننا وحسب دون أن ننظر إلى سلوكه أو نربط حبنا له بطاعته لنا مثلا . البعد عن العقاب الجسدي أو العنف , وإذا لزم الأمر يستبدل ذلك بعقاب إيجابي , كحرمانه من بعض الأمور المحببة لديه ( السيارة ـ الجوال ـ الانترنت ….. ) ويكون ذلك لوقت محدد ومعلوم ويطبق ذلك بصرامة وعند تكرار السلوك الخاطئ من المراهق نكرر الحرمان ولكن بمدة أطول . من الجيد أن نفتح مع المراهق لغة الحوار ونشجعه عليها وذلك عن طريق التحدث معه كصديق ومعرفة اهتماماته وميوله ومشاركته في ممارسة بعض الأنشطة , كما يجب علينا أن نترك له فرصة في التعبير عن رأيه ونصغي إليه مهما كان رأيه ـ في نظرنا ـ سخيفا أو تافها . من أهم الأمور التي تقربك من ابنك المراهق , الثناء عليه ومدحه , وتعزيز أي سلوك إيجابي يصدر منه حتى وإن كان محدودا , فكلما زدت في الثناء زاد هو في العطاء ،مع مراعاة عدم المبالغة في ذلك بل يمدح بما فيه. يجب علينا ألا نركز على أخطاء المراهق أو نضعه تحت المجهر فنكثر من نقده ولومه وعتابه فذلك يغرس في نفسه انطباعا سيئا عن ذاته , ويولد لديه قناعة بأنه شخص غير مرغوب فيه . اعلم أن المراهق في هذه المرحلة تطرأ عليه بعض التغيرات الهرمونية التي قد ينتج عنها تقلب في المزاج وانكفاء إلى الذات وحب إثبات وجوده , لذا قد يكون عنيداً أو متسلطا وأحيانا يحب التعالي على أهله وأقرانه ، ومن هنا ندرك أهمية أن يكون الزمن جزءاً من العلاج فكلما تقدم عمره يزداد نضجا وتزول منه الكثير من السلوكيات الخاطئة ، كما ينبغي علينا أن نعامله بالحسنى ونقترب منه أكثر ونشعره بأننا نتفهم مشاعره . يحتاج المراهق في هذه المرحلة إلى الضبط , فهو يدرك معنى النظام والقانون لذا من المستحسن أن يكون هناك نظام متبع داخل المنزل ، كما يجب علينا ألا نترك المراهق يفعل ما يشاء أو نوافقه على كل مطالبه بحجة كسبه في صفنا , بل لا بد أن نربيه على قولنا له ( لا ) عندما نرى أن طلبه ليس من المستحسن تلبيته . لا بأس أن نسمح للمراهق بشيء من الفسحة والترويح عن النفس بالخروج مع الأصحاب وذلك من أجل تجديد النشاط وكسر الملل وتخفيفا للضغوط التي قد يواجهها بسبب الدراسة أو غيرها . إحساس المراهق باحترامنا له وتقديرنا لذاته يجعله أكثر استجابة لنا وحبا لهذا المجتمع الذي يقدره ويحترمه ويعطيه مكانته , لذا فلنبتعد عن إهانته أو الاستخفاف برأيه أو كثرة التعليق عليه . قد يتعرف المراهق على أصحاب قد لا نرغب فيهم أو نرى أنهم غير مناسبين فعلينا ألا نستخدم أسلوب القمع وفرض ما نراه بالقوة والإكراه فقد يكون تمسكه بهذه الصحبة أشد وارتباطه بهم أقوى خاصة عندما يكون المراهق في بداية المرحلة الثانوية,وهنا أقترح عليك يا ولي الأمر كسب هذه الصحبة والتعرف عليهم وإشراكهم في تعديل بعض السلوكيات الخاطئة لدى ابنك’ ومحاولة إشعارهم بأنهم مسؤولين عنه . وختاما فلنحرص نحن معاشر الآباء والأمهات على تحقيق الصلاح والخيرية في أنفسنا أولا بحيث نكون قدوة حسنة لهم فلن يستقيم الظل والعود أعوج ولنتذكر أن الله حفظ غلامين يتيمين بصلاح أبوهما , كما أوصي نفسي وإخواني بكثرة الداء للأبناء بالصلاح والفلاح (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرية أعين واجعلنا للمتقين إماما ).