هناك لحظات في حياتنا عندما نعود إلى أماكن وأزمنة مألوفة من الماضي، متوقعين أن نعيش تلك اللحظات بنفس الطعم والرائحة. لكن مع مرور الزمن، تكتسب تلك الذكريات طابعًا جديدًا، فالناس والأماكن قد تغيرت بما لا يمكننا تخيله. عندما عدت من تلك البلاد التي كنت ازورها في طفولتي، أدركت أن الزمن لم يقف على حاله، فالمكان الذي كان مألوفًا لي قد تبدّل، والأصدقاء الذين شاركوني تلك الأيام الجميلة قد غادروا أو تغيروا. لم أعد استطيع العودة إلى تلك الأيام بالطريقة نفسها، أصبحت انا أيضًا مختلفةً عن الطفلة التي عرفتها تلك الأماكن. فالسنوات التي مرت خلفت بصماتها على شخصيتي وتجاربي. تلك الأيام الجميلة لم تعد موجودة بالطريقة نفسها،فكل زمان له أهله، وكل مكان له سكانه. إضاءة … بدلاً من الحنين والأسى على ما فات، حاولوا الاستمتاع بالحاضر والتطلع إلى المستقبل. فالذكريات الجميلة تبقى في قلبك، لكن الحياة تتحرك إلى الأمام، ولا داعي للوقوف على الماضي. استمتعوا بكل لحظة، واحتضنوا التغيير بروح مفتوحة، فهو ما يمنح الحياة طعمها الفريد.