لا يخفى عليك أيها القارئ الكريم حاجة الإنسان إلى شريك الحياة الذي تأنس به نفسه وتسكن إليه روحه. هذه الحاجة تدفع الإنسان للبحث بعزيمة وإصرار لتلبية هذا الاحتياج وتحقيق ما تدعوا إليه الفطرة السوية. للناس في ذلك أساليب شتى وطرق متنوعة، والحديث عن هذه المسألة المهمة لا تستوعبه مقالة كهذه، لكني أود التركيز والتنبيه على غفلة الكثير عن حاجة الروح وسكينة النفس. ذلك أن البعض يُقدِم على الزواج مستصحبًا الصورة النمطية في الالتقاء بشريك الحياة، والتي تتمثل بالنظر إلى الشكليات دون تفحص احتياجه الحقيقي بالتركيز على ما تسكُن إليه نفسه وتطمئن إليه روحه.. تجده عندما ينتقي جلساءه وخاصته يركز على من يُشبع احتياجه ويرضي نفسه بطريقة حديثِه ونمط أفكاره، وتجده كذلك ينجذب إلى من يُماثلُه ويشترك معه في اهتماماته. بينما في بحثه عن شريكة الحياة أو قبولها لمن يتقدم إليها يتم التركيز على جمال الهيئة والمكانة الإجتماعية والمستوى المعيشي دون التأكد من التشارك في الاهتمامات والتقاء أنماط الشخصيات والتقارب الفكري.. وهذا راجع للصورة النمطية عن الحياة الزوجية لدى البعض فهو يستصحب صورًا ذهنية انطبعت في الذهن حول الزواج شكَّلَتها أنماط مختلفة وأمثلة في الواقع يشاهدها ويتمثلها دون تفحص لجدواها، ولذلك تكمن أهمية الوعي بمقاصد الزواج وبناء صورة ذهنية صحيحة حول احتياج الفرد من هذه الحياة الزوجية وكيفية إشباع رغباته وتلبية احتياجاته بالشكل المطلوب. وهذا لايتم ويكتمل إلا عبر الاطلاع والاستفادة من أطروحات أهل الاختصاص وبذل الجهد في بناء الوعي الصحيح. وهذا بالطبع إن كانا يريدان زواجًا مستقرًّا يتم فيه الإشباع النفسي والعاطفي.