الحياة الأسرية ليست بالحياة المتكاملة التي لا تشوبها أي شائبة فلا أحد منا كامل ولسنا أيضاً بحلبة صراع بين الزوجين، فالحياة الزوجية تتكون من شخصين بمزاجين مختلفين ومن بيئتين متفاوتتين ويحملان في ذاتهما فكرًا وفهمًا يتباين عن الآخر، فمن الطبيعي أن تكون هناك اختلافات وأخطاء لا تقبلها الزوجة من زوجها، وكذلك الرجل، فمن المستحيل على أي زوجين أن يجد كل منهما ما يريده في الطرف الآخر كاملاً، كما أنه لا يكاد يمر أسبوع دون أن يشعر أحدهما بالضيق من تصرف عمله الآخر، وليس من المعقول أن تندلع حرب كلامية كل يوم وكل أسبوع على شيء تافه كملوحة الطعام أو نسيان طلب أو الانشغال عن وعد (غير ضروري) أو زلة لسان ، فهذه حياة جحيم لا تطاق ! ولهذا على كل واحد منهما تقبل الطرف الآخر والتغاضي عما لا يعجبه فيه من صفات، أو طبائع، فبعض الرجال هداهم الله يدقق في كل شيء وينقب في كل شيء فيفتح الثلاجة يوميًا ويصرخ لماذا لم ترتبي الخضار أو تضعي الفاكهة هنا أو هناك؟! لماذا الطاولة علاها الغبار؟! كم مرة قلت لك الطعام حار جداً؟! إلخ وينكد عيشها وعيشه!! وكما قيل: ما استقصى كريم قط كما أن بعض النساء كذلك تدقق في أمور زوجها ماذا يقصد بكذا؟ ولماذا لم يشترِ لي هدية بهذه المناسبة؟ ولماذا لم يهاتف والدي ليسأل عن صحته*؟ ؟؟وتجعلها مصيبة المصائب وأعظم الكبائر.. فكأنهم يبحثون عن المشكلات بأنفسهم!! كما أن بعض الأزواج يكون عنده عادة لا تعجب الطرف الآخر أو خصلة تعود عليها ولا يستطيع تركها مع أنها لا تؤثر في حياتهم الزوجية بشيء يذكر إلا أن الطرف الآخر يدع كل صفاته الرائعة ويوجه عدسته على تلك الصفة محاولاً اقتلاعها بالقوة، وكلما رآه علق عليها أو كرر نصحه عنها فيتضايق صاحبها وتستمر المشكلات.. بينما يجدر التغاضي عنها تمامًا، أو يحاول لكن في فترات متباعدة ، وليستمتعا بباقي طباعهما الجميلة ، فلنتغاض قليلاً حتى تسير الحياة سعيدة هانئة لا تكدرها صغائر، ولتلتئم القلوب على الحب والسعادة، *🌹