يؤكد علماء الاتصال أن الاحتكاك الدائم في العلاقات الإنسانية يولد التوتر ويورث الملل والفتور, وكذلك على صعيد العلاقات الزوجية, فالمقابلة المستمرة بلا انقطاع بين الزوجين لربما تورث الزهد بالآخر وعدم تثمين إيجابياته, فالمداومة على النعم والاعتياد عليها قد يفقد الإحساس بقيمتها والشعور بأهميتها في الحياة, ومعه قد تخبو المشاعر وينطفئ شعاعها, فالضجر والسآمة من الشيء المتكرر طبيعة البشر. ولهذا ينصح الخبراء الأسريين بإجازة زوجية تجدد الحب والرومانسية من وقت لآخر. فما الذي يمنع الزوجين من التوقف قليلاً وأخذ إجازة قصيرة من ضغط الحياة الزوجية بعد مرور زمن على الزواج، كثيراً ما تحدث حالة من التكرار والملل؛ بسبب الحياة الرتيبة، وغياب عنصر الإثارة عن أحداث المعيشة اليومية، عندها لابد من شيء يجدد النشاط، ويعيد للحياة السعادة.. … ولكن كيف يحدث ذلك؟! يقترح البعض تغيير أثاث المنزل، أو شراء قطعة ثياب جديدة، أو الذهاب إلى رحلة بعيداً عن الحياة الزوجية التقليدية. ويرى آخرون أن الحل في إنجاب طفل جديد ينعش الحياة الزوجية، ويضفي عليها مزيداً من الحيوية. لكن هناك حلاً آخر من وجهة نظر المستشارين الإسرين هو (الانفصال المؤقت) أي: أن يأخذ كلا الزوجين إجازة من شريك حياته.. فهل يساعد ذلك على انتشال الحياة الزوجية من ركودها؟ حينما يكون هناك قحط في المشاعر تبدأ المشاكل في الظهور، ويقل الشعور بالأمان بين الأزواج، وتتحول الحياة من ربيع المشاعر إلى خريف بائس وشتاء قارس، وخاصة أن جفاف المشاعر يُفضي إلى الطلاق العاطفي وهو أحدى أسباب الطلاق أنا مع (أنفصال المؤقت) أي: أن يأخذ كلا الزوجين إجازة من شريك حياته.. فذلك يساعد على انتشال الحياة الزوجية من ركودها؟ وهذا يكون بأتفاق بين الزوجين وألا تطولَ مدتها على أسبوع؛ حتى لا تزيد مشاعر الحرية لدى الزوجين، وهى مشاعر يستحسنها الإنسان بعيداً عن الالتزامات اليومية، والواجبات التي لا تنتهي تجاه الآخر من فوائد الإجازة الزوجية تعاد خلالها الحسابات، ويتجدَّد فيها نشاطهما، ويعيدان النظر في أمور علاقتيهما اليومية؛ لتستعيد العلاقة عافيتها وبريقها الأول ، وإذا كانت الإجازة الزوجية مِساحة من الزمان يفترق فيها الزوجان برغبتهما وبوعي ونُضج، فإنها تكون إجازة مثمرة لكل منهما، أما الإجازة التي يذهب فيها كل واحد منهما بدوافع الغضب والهروب من الواقع، فتكون فرصة لزيادة الغضب، والقرارات العشوائية التي تنتهي بالانفصال أو الطلاق.. إن الإجازة الزوجية تحفظ للزوجين (استقلاليتهما) الشخصية، وهو بعدٌ أراه هامًا جدًا في الحياة الزوجية، وأحسب أن البديل هو الغرق في بحر الملل حيث تتراكم المشكلات وتذوب المشاعر, لذا كانت الإجازة الزوجية فرصة رائعة ومِساحة مهمة؛ لإعادة وهج الحياة… فوائد الإجازة الزوجية – تحدُّ من مظاهر السلوك السلبي؛ لاجتماع الزوجين دائماً في مكان واحد أوقاتاً طويلة؛ هذا الأمر يولِّد مشاعر الملل والرغبة في الهروب منه ومن الشريك”. – الابتعاد يعطي فرصة لكل من الطرفين لمراجعة نقاط الاختلاف التي تعكر صفو تواصلهما والعمل على حلها بواقعية بعيدة عن التعصب. ـ الابتعاد عن المؤثرات البيئية التي ربما تكون سبباً في ازدياد المشاكل، مثل مكان العمل وزملاء المهنة وجو البيت عموماً إلى ما هنالك. ـ العلاقة التي شعارها التواصل السليم المتبادل ينعكس أثرها على أفراد الأسرة واستقرارهم. – تعيد اكتشاف شخصية كل منهما على حدة، وتفجِّر في داخليهما طاقات لم يكتشفاها من قبل”. – يمكن لهذا الانفصال المؤقت بين الزوجين أن يثير مشاعر الفقدان وقلق الانفصال وبالتالي يثير مشاعر إيجابية تجاه الشريك الزوجي ، إضافة لإثارة أفكار إيجابية وواقعية حول الزوج والحياة الزوجية وتحملها وتحمل مشكلاتها أثناء الانفصال أو بعده –تساهم الإجازة في ابتعاد الطرفين الغاضبين مكانياً ، بعد مشكلة أو شجار حاد وهذا يفيد في تهدئة النفوس وفي تخفيف درجة الغضب ، مما يؤدي فيما بعد إلى بروز المشاعر الإيجابية تجاه الطرف الآخر والتفكير المنطقي بعيداً عن الغضب والألم والجروح – فرصة جيدة لاستعادة المشاعر الأولى المتوهجة التي توارت نسبياً بسبب رتابة الحياة، وكثرة الالتزامات، ومواعيد العمل المختلفة الضاغطة التي أدت بكل منهما إلى أن يشعر بغربته تجاه الآخر الذي ضاق به – تحفظ للزوجين استقلاليتهما الشخصية ، وهو بعد مطلوب في الحياة الزوجية . – تعد تجربة انفصال مؤقت تعاد خلالها الحسابات، ويتجدَّد فيها نشاطهما، ويعيدان النظر في أمور علاقتيهما اليومية