يبدأ الحب بعد انجذاب خاص بين شخصين. ويظهر ذلك من خلال روح الدعابة والضحك والرغبة في الحديث بينهما. وفي هذه المرحلة، يتم التركيز بشكل كبير على ما يقوم بها أحد الطرفين، كما أن مميزات كل طرف يتم تضخيمها في عيون الآخر، في حين تُتجاهل العيوب. قال الرسول ﷺ : ( الناس معادن كمعادن الفضة والذهب، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف ). فالحب يقع في القلب في بعض الأحيان دون مسبب، وهو من الأمور التي لا يملك الإنسان التحكم فيها، فيقذف في القلب قذفاً. ولكن هناك بعض الأعمال التي دلنا عليها ديننا الإسلامي تجلب الحب، فمنها: تقوى الله عز وجل، قال ﷺ : ( إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض). والوصول إلى حب الله يتطلب قيام العبد بما افترضه الله عليه، قال الله تعالى في الحديث القدسي : ( من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ، وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولابد له منه). وكذلك المودة والرحمة بين الزوجين، والاحترام والتقدير تنمي الحب بينهما. وأيضاً إفشاء السلام، والإهداء من الأمور التي تورث المحبة، قال الرسول ﷺ : ( لا تدخلوا الجنةِ حتى تؤمِنوا ، و لا تؤمنوا حتى تحابُّوا ، ألا أدلُّكم على ما تحابُّون به ؟ قالوا : بلى ، يا رسولَ اللهِ ، قال : أَفشوا السلامَ بينَكم ) وقال ﷺ : ( تَهادَوا تحابُّوا ) وأقوى وأصدق حب على وجه الأرض حب الأم لأبنائها.