في الموضوع السابق كان الحديث مرتكزا على حاجات الرجل التي يطلبها من زوجته ولخصناها في خمس حاجات ( الثقةـالتقبل ـ التقدير ـ الإعجاب ـ التشجيع ). واليوم نتناول بإذن الله حاجات المرأة التي تنتظرها من الرجل وهي خمس أيضا . وقبل أن أبسط الحديث في هذه الحاجات أحب أن أهمس في أذنك أخي الرجل أنك بقدر ما تعطي المرأة بقدر ما تأخذ منها , وكما أن لك حاجات تطلبها من زوجتك فهناك حاجات خاصة بها تطلبها منك ,وعلينا أن نعرف هذه الحاجات ونتعلم بعض تطبيقاتها كي نسعدها ومن ثم تنعكس هذه السعادة على من في البيت أجمع . مع الأسف مازال البعض يجهل كيفية التعامل مع شريكة حياته متخذا من توصيات وإرشادات الزملاء والعامة منهجا يتبعه في التعامل مع زوجته , إحدى السيدات أخبرتني أن زوجها مزاجي غريب الأطوار كل يوم له طريقة في التعامل معها ـ ولا غرابة في ذلك فقناعاته خارجية يتلقاها من الآخرين ـ أفكار أصحابه وأساليبهم حاضرة في بيتي , زوجي هو الوحيد الحاضر الغائب . وقصدت من هذه المقدمة أن نبتعد عن الارتجالية في معاملة الرجل لزوجته خاصة وقد كثرت الدراسات وتنوعت المواد المرئية والمسموعة والمقروءة في ذلك. لن أطيل عليك أخي القارئالكريم وسأدلف إلى مادة هذا المقال التي تتناول حاجات المرأة . أولا: حاجة المرأة إلى الاهتمام . قد تأتي هذه الحاجة على رأس الأولويات بالنسبة للمرأة ,فالمرأة تحب الرجل الذي يهتم بها ويعتني بمشاعرها فكلما أحست المرأة باهتمام الرجل بتفاصيل حياتها كلما أحبته ووثقت به. وإليك بعض التطبيقات في ذلك : اسأل عنها كلما افتقدتها أو شعرت بكثرة سرحانها , كن دائم السؤال عن أهلها وخصوصا والديها , شاركها فيما يفرحها أو يحزنها , خصص وقتا للجلوس معها وانصت لها ولا تكثر من مقاطعتها لأنها إن لم تتحدث معك ستتحدث مع غيرك وقد تجد توجيها خاطئا , اهتم بمواعيدها وأشعرها بحرصك على إنجاز أعمالها، لا تجد منك إهمالا لها خصوصا وقت مرضها أو عندما تشتكي لك , وأخيرا شجعها على كل إنجاز تقوم به . ثانيا :الفهم تحتاج المرأة لرجل يفهمها ويكون خبيرا في التعامل مع مشاعرها فلا يقلل منها أو يقابلها ببرود . متي يدرك الكثير من الرجل أن المرأة عندما تشتكي له لا تطلب منه حلا بل تنشد المساندة والمؤازرة , كم تعشق المرأة ذلك الرجل الذي يقف في صفها وينصفها حتى من الأقربين . ثالثا : الاحترام أعجب من بعض الرجال الذين تراهم كالملائكة في تعاملهم مع الآخرين لكنهم في بيوتهم غير ذلك تماما فهو شتاما لعانا بذيئا سيء الخلق . المرأة تحب الزوج الذي يحترمها , يناديها بأحب الأسماء وينعتها بأجمل الصفات , يكرم أهلها ويحترمهم ويبتعد عن ذكر مثالبهم إكراما لزوجته . كم يؤسفنا أن نجد رجالا سرى في أعرافهم التقليل من شأن المرأة وعدم احترامها ومعاملتها بطرق بشعة يضربون لأتفه الأسباب ويكثرون من الشتم والتقبيح ناسين أو متناسين قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( استوصوا في النساء خيرا فإنهن عوان عندكم ). كما أن البعض قد فهم القوامة فهما خاطئا ,فأخذ يمارس قوامته على المرأة كنوع من القهر والإخضاع بالقوة ونسي قول الله تعالى ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) وقوله ( ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم وبينهم مودة ورحمة ) إذا فاحترام الرجل لزوجته حاجت مهمة تنتظرها منه لا تتعارض مع قوامته . رابعا : الإخلاص في الحب . لا أظن أن هناك امرأة في العالم إلا وترغب أن تكون هي الرقم واحد في حياة زوجها ,الكثير من الرجال يحبون زوجاتهم لكنهم يخفقون في إيصال هذا المعنى الجميل لديهن . عندما يكون الحديث عن حب الرجل فالزوجة لا تريد أن يتقدمها أحد في قلب زوجها مهما كانت قرابته , يخطئ بعض الرجال عندما يبالغ في وصف مشاعر حبه لأمه أو لأخته أو حتى لابنته أمام زوجته ,لأن ذلك قد يؤذيها ويشعل نار الغيرة في قلبها . الرجل الناجح هو من يخلص في حبه لزوجته ويشعرها دائما بأنها الرقم واحد في حياته وليس الأوحد . خامسا وأخيرا : الاطمئنان والأمان. شعور الزوجة بالطمأنينة والأمان مع زوجها حاجة ملحة لدى المرأة ,فعندما تجد المرأة نفسها مطمئنة آمنة تندفع قدما في تشجيعه ووضع الثقة فيه . البعض من الرجال عندما تحدث بينه وبين زوجته مشكلة يسارع في التهديد بالطلاق أو بالزواج بأخرى الأمر الذي يجعل الزوجة في قلق دائم وخوف مستمر مما يجعلها تحجم عن تقديم الدعم له ويقلل من ثقتها به . وفي الختام أحب أن أنوه على أن هذه الحاجات قد يشترك فيها كلا الجنسين فالثقة مثلا حاجة لدى المرأة لكن حاجت الرجل إليها أكثر , والاهتمام حاجة لدى الرجل لكن حاجة المرأة له أكثر من حاجت الرجل وهكذا . أسأل الله أن يديم علينا وعليكم المودة والرحمة , ويبارك في أعمارنا وأعماركم ويعمرها بطاعته