العلاقات الاجتماعية تمثل جزءًا أساسيًا من حياة الإنسان، حيث تؤثر على توازنه النفسي والاجتماعي. بعض العلاقات تتحول من مصدر للدعم والراحة إلى عبء نفسي واجتماعي. العلاقات السامة ليست مجرد خلافات عابرة، بل هي نمط مستمر من التأثير السلبي بين طرفين. إحدى مظاهر العلاقات السامة تتمثل في السيطرة والتحكم، حيث يسعى أحد الأطراف لفرض آرائه وقيمه على الآخر مما يؤدي إلى تقييد حرية الطرف الآخر وإضعاف ثقته بنفسه. قد تكون هناك صديقة تتحكم في قرارات صديقتها وتمنعها من بناء علاقات أخرى بحجة الحفاظ عليها بينما تُفقدها استقلالها. الانتقاد المستمر يمثل جانبًا آخر من العلاقات السامة. يواجه الطرف المتلقي تعليقات تقلل من شأنه وتشعره بعدم الكفاءة. شريك حياة يركز على انتقاد مظهر شريكه أو أسلوب حديثه يخلق بيئة غير داعمة تهدم ثقته بنفسه. التلاعب العاطفي هو أسلوب شائع في العلاقات السامة، حيث يستخدم أحد الأطراف مشاعر الآخر لتحقيق أهداف شخصية. زميل عمل يعتمد على تعاطف زميله لإنجاز المهام التي تقع خارج نطاق عمله يضع الآخر تحت ضغط دائم. الاستغلال يمثل شكلاً من أشكال عدم التوازن في العلاقات، حيث يُستهلك أحد الأطراف بشكل مستمر دون الحصول على أي دعم متبادل. قريب يطلب مساعدة مالية بشكل متكرر دون أن يكون مستعدًا لمساندة الشخص الآخر في أوقاته الصعبة. في بعض الأحيان، يظهر الإهمال والتجاهل كأحد سمات العلاقات السامة. يتجاهل الطرف المسيطر مشاعر واحتياجات الطرف الآخر مما يجعله يشعر بعدم الأهمية أو التقدير. صديق يتجاهل محاولات صديقه للتواصل بشكل مستمر يخلق إحساسًا بالإقصاء. الغيرة المفرطة تمثل تحديًا آخر في العلاقات السامة، حيث تتحول إلى شكوك مستمرة تخلق توترًا دائمًا بين الطرفين. يمنع شريك حياته من التواصل مع أصدقائه بسبب غيرته المفرطة مما يؤدي إلى عزله اجتماعيًا. قد تمتد العلاقات السامة إلى نطاق أوسع، حيث تصبح المجموعات الاجتماعية نفسها مصدرًا للإساءة والتهميش. مجموعة من الأصدقاء تسخر من أحد أفرادها باستمرار تسبب له شعورًا بعدم الانتماء وانخفاض الثقة بالنفس. التعامل مع العلاقات السامة يتطلب وعيًا ذاتيًا وشجاعة لاتخاذ خطوات تحفظ السلامة النفسية والاجتماعية. من المهم وضع حدود واضحة في هذه العلاقات والبحث عن دعم من أشخاص موثوقين أو مختصين. وفي بعض الأحيان، قد يكون إنهاء العلاقة ضرورة ملحة للحفاظ على التوازن النفسي والاحترام الذاتي.