يعد التنمر الإلكتروني من الظواهر الاجتماعية المتزايدة في العصر الرقمي حيث أصبح العالم الافتراضي مساحة للاتصال والتفاعل ولكنه في الوقت ذاته أتاح مجالا واسعا لسلوكيات عدوانية تؤثر على الأفراد نفسيا واجتماعيا هذا النوع من التنمر يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني والألعاب الإلكترونية والمنتديات حيث يستخدم المعتدون التكنولوجيا لمضايقة الآخرين والتشهير بهم وإلحاق الأذى النفسي المشكلة تبدأ مع سهولة الوصول إلى الإنترنت حيث يمكن لأي شخص إخفاء هويته والتنمر دون مواجهة عواقب مباشرة مما يجعل الضحايا يشعرون بالعجز أمام هذا النوع من الاعتداءات تأثيرات التنمر الإلكتروني تتجاوز الأذى النفسي المباشر إذ قد تؤدي إلى العزلة الاجتماعية وفقدان الثقة بالنفس واضطرابات القلق والاكتئاب وفي بعض الحالات تصل إلى التفكير في إيذاء النفس الأطفال والمراهقون هم الفئة الأكثر تضررا بسبب عدم نضجهم العاطفي وعدم امتلاكهم المهارات الكافية للتعامل مع مثل هذه المواقف لكن ذلك لا يعني أن البالغين في مأمن إذ يتعرض الكثير منهم لحملات تشهير وهجمات شخصية تؤثر على سمعتهم وأعمالهم الحل يبدأ من الوعي فالفرد بحاجة إلى معرفة كيفية التعامل مع التنمر الإلكتروني واتخاذ خطوات استباقية لحماية نفسه تفعيل إعدادات الخصوصية في وسائل التواصل الاجتماعي والحد من مشاركة المعلومات الشخصية من الأمور الأساسية التي يجب الالتزام بها الإبلاغ عن الحسابات المسيئة وعدم التفاعل معها يقلل من قوة المتنمرين حيث يعتمدون بشكل أساسي على استجابة الضحية وتفاعلها السلبي الجهات القانونية تلعب دورا مهما في مكافحة التنمر الإلكتروني من خلال وضع قوانين صارمة تحاسب مرتكبي هذه الجرائم مما يمنح الضحايا الحماية القانونية التي يحتاجونها المجتمع والأسرة يقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة في التوعية وتقديم الدعم النفسي للضحايا فتح قنوات اتصال آمنة مع الأطفال والمراهقين يساعدهم على الحديث عن مشكلاتهم دون خوف من العقاب أو التوبيخ المؤسسات التعليمية بحاجة إلى إدراج برامج توعوية تعزز ثقافة الاحترام والمسؤولية الرقمية وتشرح للطلاب تأثير التنمر الإلكتروني وخطورته على المجتمع في الجانب التقني فإن منصات التواصل الاجتماعي يجب أن تتحمل مسؤوليتها في مكافحة هذه الظاهرة عبر تحسين آليات الإبلاغ عن المحتوى المسيء وتعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي لرصد سلوكيات التنمر وإيقاف الحسابات المخالفة بشكل أكثر فاعلية التنمر الإلكتروني مشكلة معقدة تتطلب حلولا متعددة الأبعاد تشمل الوعي المجتمعي القوانين الرادعة والتكنولوجيا الذكية لحماية المستخدمين يبقى الدور الأهم للفرد نفسه في بناء ثقافة رقمية آمنة تقوم على الاحترام وعدم الانخراط في سلوكيات تؤذي الآخرين لأن البيئة الرقمية ليست مجرد عالم افتراضي بل انعكاس لقيمنا وسلوكياتنا في الواقع