بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله القائل {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } سورة الروم[21]، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . الحياة بين الزوجين تقوم على أساسين هما المودة والرحمة فيتحقق السكن والأمان والطمأنينة وتستقر النفوس. ويحتاج هذا السكن إلى التفاهم والاحترام والمحبة، ولا يحصل ذلك إلا بالحوار الهادف الذي يحمل كل معاني المودة واللطف والتفهم ومراعاة المشاعر. والحوارالزوجي : هو الحديث الإيجابي الفعال الذي يدور بين الأزواج، ويكون هدفه زيادة الألفة والتفاهم فيما بينهما. أهداف الحوار الزوجي: 1- معرفة شخصية الطرف الآخر ، فالحوار يعرف كلا الزوجين ببعضهما من حيث التفكير والتخطيط والاحتياجات والمطالب وما يعجبهما من آراء وأفكار. 2- تقريب مسافة الخلافات ويجعلها محدودة حتى لا تزيد الفجوة والمشكلات، فالحوار هو الطريق الوحيد للتعايش في ظل الخلافات والمشاكل. 3- حل المشكلات فبالحوار الزوجي الناجح يأتي حل المشكلات ، حتى لا تتراكم وتتعقد فيصعب حلها. 4- تأمين مستقبل مزدهر فالحوار في مستقبل الحياة الأسرية يصل بالزوجين إلى السعادة. 5- تجنب المشاحنات والأخطاء والمشكلات فالحوار يخفف من وطأة تراكم المشكلات ويعمل على تقليلها. 6- تنمية الحب بين الزوجين واستمرار السعادة فالحوار يزيد من الألفة بين الزوجين وينمي الحب بينهما. فلا بد أن يكون هناك حوار بين الزوجين يهدف إلى تحقيق الاستقرار، وحتى يكون الحوار ناجح وفعالاً ويزيد الحب وينميه، يحتاج إلى عدة أمور يتحلى بها كلا الزوجين وهي كالتالي : 1. سعة الصدر وحسن الاستماع والانصات ، وعدم المقاطعة أثناء الحوار، قال الله تعالى { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ….} سورة آل عمران [159] 2. التحلي بالعفو والتسامح واللين في القول، والتغافل عن السقطات، وعدم تتبع العثرات واثارة واستفزاز الطرف الأخر ، قال الله تعالى {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } سورة آل عمران [159] 3. عدم التعالي على الطرف الأخر، والاهتمام أثناء حديثه والنظر إليه أثناء الحوار، قال الله تعالى {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} سورة لقمان [18] 4. التحلي بالصبر وضبط النفس والتماس الاعذار، قال الله تعالى { اصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} سورة هود [115] 5. اختيار الألفاظ الحسنة وعدم رفع الصوت، قال الله تعالي {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} سورة لقمان [19]، وقال تعالى {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} سورة ق [18] 6. عدم إلقاء التهم على الأخر، قال الله تعالى { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} سورة الأحزاب [58]. التهيئة للحوار الزوجي، وذلك بمراعاة التالي: 1- اختيار المكان الملائم للحوار دون وجود مشتتات. 2- اختيار الوقت المناسب للحوار . 3- الانفراد في الحوار بعدم إدخال شريك ثالث. 4- تحديد ومعرفة الهدف من الحوار قبل البدء فيه . فالمطلوب إذاً أن يحافظ الزوجان على مساحة شخصية من الحوار الحميمي والشخصي بعيداً عن هموم الأسرة ومشاكلها، وأن يتحلى الشريكان بالاحترام واللطف وأن يتبادلا الاهتمام، فتعزيز الحوار العاطفي والبنَّاء بين الأزواج من شأنه أن يجعل العلاقة متجددة وناضجة وحيوية