غياب الهوية من أخطر الأمور التي تواجه الأسر في تربية الأبناء، حيث يتكون عندنا جيل مختطف بلا هوية، ويتم هذا الاختطاف عن طريق العالم الافتراضي الذي يعيشة الأبناء، مما يفقدهم التواصل اللغوي، والتواصل الاجتماعي، حتى بينه وبين اقرب الناس إليه في الأسرة. وهذا يهدد الهوية الوطنية، بتكوين فجوة بين الأسرة وبين الجيل الجديد، وفي حال غياب الهوية سيعود هذا الجيل إلى العصور القديمة المتخلفة. والمهددات التي يعيشها أبناءنا في هذا الوقت هي إفرازات الغرب من الالعاب والمسلسلات والرسوم المتحركة الخاصة بالأطفال والفرق الموسيقية، وهذه تشكل منظومة جديدة وانتماء جديد وهوية جديدة، وهذه المرحلة مهددة للأبناء على المستوى التعليمي والدراسي والأخلاقي، وستخرج لنا جيل مخدر لايعرف شيء في الحياة .. لا مسؤوليات ولاتركيز ولاعلاقات اجتماعية، بل يصبح جيل منطوي على ذاته، لايهتم بغيره وحتى لايهتم بنظافتة الشخصية ولا بصلاته ولا دراسته ووو. ويتم تدارك هذا الفجوة وسدها بالعلاقة الجيد معهم وبناء هذه العلاقة بيننا وبين أبناءنا وذلك بالتالي : أولا : بأن نعطيهم جودة وقت بالجلوس معهم يوميًا والحوار معهم كأصدقاء، وتلمس احتياجهم، ومشاركتهم مشاعرهم، وضمهم، وتقبيلهم، ومرافقتهم للصلاة، والنقاش معهم في أمور الحياة اليومية، وتعليمهم لها. ثانيا: التقنين لهذه الأجهزة والألعاب وذلك ب: أولا: باختيار الألعاب المناسبة لسن الابن. ثانيا: اختيار الوقت المناسب وتحديده، لأن هذه الالعاب شر لا خير فيه، على أن لا تتجاوز ساعتين في اليوم وذلك يختلف باختلاف المراحل العمرية بتقليلها. ثالثا: أن لاتكون هذه الأجهزة عنده في غرفة النوم. رابعا: إيقاف الأجهزة قبل النوم بساعتين. ويتم ذلك بالتلطف معهم وتوجيههم قال الله تعالى مخاطبا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ). واستغلال خصال الفطرة المغروسة في نفوسهم من حب عمل الخير وحب الخدمة وتحمل المسؤولية وأقوم بتنميتها واستغلالها في إبعادهم عن ماتحتويه الأجهزة من محتوى سيء، وأيضا إكسابهم وتعليمهم بعض المهارات المفيدة في التقنية تشجيعهم على العمل عليها مثل التصاميم، والصيانة، وبعض الأعمال المهنية التى ممكن أن تستفيد منها الأسرة . وأخيرا لا ننسى حثهم المستمر على الصلاة والمحافظة عليها باللطف واللين، والإكثار من الدعاء لهم، وعدم الدعاء عليهم.